hamza jaafari حصان الوغى
عدد المساهمات : 222 تاريخ التسجيل : 11/03/2011 الموقع : AR.AKINATOR.COM العمر : 27
| موضوع: صحة ولياقة .. من دون أمعاء الأحد 29 مايو 2011, 18:21 | |
|
صحة ولياقة .. من دون أمعاء
-
يصعب أن يخطر على بال واحد منا التساؤل فيما إذا كان يستطيع العيش من دون أمعاء دقيقة أم لا ؟ ولكن من الواضح أن التقدم الذي حققته العلوم الطبية جعل بالإمكان التطرق إلى مثل هذه المواضيع .
والأسباب التي تؤدي إلى فقدان الأمعاء الدقيقة كثيرة ومنها :
- بعض المرضى يخضعون لعمليات جراحية لاستئصال جزء من أمعائهم الدقيقة لسبب أو لآخر .- التهاب الأمعاء مثل مرض كرون الذي يمكن أن يصيب أي جزء في الجهاز الهضمي , وغالباً ما يصيب الأمعاء الدقيقة , وعندما يكون علاجه مستعصياً فإنه يؤدي إلى الإصابة بمضاعفات مختلفة وعندئذ يمكن اللجوء إلى الحلول الجراحية , واستئصال الجزء المصاب من الأمعاء .
- عند حدوث تجلط في الشرايين أو الأوردة الخاصة بالأمعاء , تحدث غنغرينا في الأمعاء , وفي هذه الحالة فإن استئصال الجزء المصاب يعتبر إنقاذاً لحياة المريض .
- تهتك الأمعاء الذي يمكن أن ينتج عن إصابات البطن أثناء الحوادث المختلفة .
وقبل التحدث عن النتائج المترتبة على استئصال الأمعاء الدقيقة لابد أن نأتي على ذكر الوظائف المختلفة التي تقوم بها هذه الأمعاء .
تقوم الأمعاء الدقيقة بامتصاص مختلف المواد من الكربوهيدرات , والدهون والبروتين بعد هضمها بواسطة الأنزيمات المختلفة , إضافة إلى الفيتامينات والمعادن , والأملاح المختلفة , وهنا لابد من الإشارة بشكل خاص إلى الجزء النهائي من الأمعاء الدقيقة ( الجزء اللفيفي ) الذي يقوم بامتصاص فيتامين ب 12 بشكل استثنائي وكذلك الاحماض الصفراوية .
وكمية السائل الداخلة إلى الأمعاء الدقيقة يومياً تعادل 9 ليترات , ليتران من الطعام الصلب والسائل , و7 ليترات من العصارات الهضمية , هذه الكمية تصبح 1-2 ليتر لدى وصولها إلى نهاية الأمعاء الدقيقة نتيجة لعمليات الامتصاص والإفرازات المختلفة والمتوازنة .
فلنحاول تخيل ما سيحدث عند فقدان الأمعاء الدقيقة , لابد أن كمية السوائل الخارجة ستصبح كبيرة , وينتج عن ذلك الإصابة بإسهال مزمن مع خروج كمية كبيرة من الغائط السائل مرات عديدة في اليوم , وتسمى هذه الحالة بتناذر الأمعاء القصيرة أو Short Bowel Syndrom ,
ومن الأعراض التي يعاني منها المصاب بهذا العارض : الإعياء الشديد الناتج عن فقدان السوائل والمواد المختلفة , وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد , حامض الفوليك وفيتامين ب 12 , ونقص المواد الأساسية من دهون , كربوهيدرات وبروتينات , ونقص المعادن المختلفة مثل الكالسيوم , والفوسفور , المغنيسيوم , البوتاسيوم وغيرها , ونقص الفيتامينات , وضعف مناعة الجسم , حيث أن الأمعاء تعتبر أحد خطوط الدفاع عن الجسم ونقص المواد المختلفة يؤدي إلى خلل في إنتاج عوامل المناعة . وفي النهاية زيادة درجة حموضة الدم , وذلك بسبب فقدان البيكربونات بكميات كبيرة بسبب الإسهال مع زيادة نسبة الكلور في الجسم نسبياً .
والآن ما هي طريقة علاج ومتابعة هؤلاء المرضى ؟
إن علاج مثل هذه الحالات ليس سهلاً , ويتطلب معرفة تامة بالوظيفة المهمة التي تقوم بها الأمعاء الدقيقة . وهنا يجب أن نذكر نقاط مهمة , وهي أن طريقة العلاج تتوقف على طول الجزء المتبقي من الأمعاء الدقيقة إذا كان قد بقي شيء . فقد أثبتت الأبحاث أن جسم الإنسان يستطيع أن يكون بحالة طبيعية إذا كان طول الأمعاء الدقيقة المتبقي حوالي 100 سم . وما دون ذلك يؤدي إلى الصورة المرضية المذكورة آنفاً , وهذا يعتمد أيضاً على موقع الجزء المتبقي .
ومن الخصائص التي أودعها الله تعالى في الأمعاء الدقيقة , إن الجزء المتبقي يقوم بزيادة نشاطه , ويحدث نمو في الغشاء المخاطي وذلك لتعويض وظيفة الجزء المفقود .
وعندما يقلل الجزء المتبقي من الأمعاء الدقيقة عن 50 سم فإن المريض يجب أن يتلقى تغذية كاملة عن طريق الوريد تحتوي على الأحماض الأمينية , والدهون والكربوهيدرات بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن المختلفة .
وإذا كان طول المتبقي ما بين 50- 100 سم فإن مثل هؤلاء المرضى يمكن إعطاؤهم الغذاء عن طريق الفم بواسطة الغذاء عالي السعرات الحرارية قليل الألياف مع استعمال أنواع معينة من الدهنيات TG Medium Chain والتي لا تحتاج للأحماض الصفراوية لامتصاصها , كما يجب إعطاء مختلف الفيتامينات والمعادن . وهناك بعض الخلطات الجاهزة مثل Alitraq والتي تحتوي الكثير من المواد الضرورية والمفيدة .
بالرغم من ذلك فإن المرضى الذين يأخذون الغذاء عن طريق الفم يعانون من كثرة عدد مرات خروج الغائط . من الممكن استعمال مضادات الإسهال , وهي مفيدة في هذه الحالة .
لقد تم اكتشاف أن بعض المواد يمكن أن تزيد في نمو خلايا الغشاء المخاطي للأمعاء المتبقية مثل Glp2 Glucagon Peptide2 بالإضافة إلى الجلوتامين وهرمون النمو , ولكن هذه ما زالت موضوعاً للأبحاث .
من هنا نرى مدى صعوبة وضع هؤلاء المرضى وأهمية الوظيفة التي تقوم بها الأمعاء الدقيقة , ولكن التقدم في العلوم الطبية مستمر , وعلينا ألا نشعر باليأس ونحاول إيجاد أفضل الحلول لمثل هذه الحالات . | |
|